معلومات عن “يوم القدس” الإسرائيلي

يصادف يوم الأحد 17 أيار 2015 عيداً “وطنياً” إسرائيلياً يُسمى “يوم القدس”، في هذه التدوينة بعض المعلومات عن هذا اليوم وتاريخه.

“يوم القدس”، أو بالعبرية “يوم يروشلايم”، هو اليوم الذي تحتفل فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي باستكمال سيطرتها على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشّرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب عام 1967.

 

تم تحديد هذا اليوم وفقاً للتاريخ العبري، لذلك فهو لا يأتي في نفس التاريخ الميلادي كلّ عام ( السنة العبرية قمرية فتتحرك فيها الأيام..). على سبيل المثال، كان “يوم القدس” في العام 2014 في 28 أيار، بينما في العام 2015 يصادف يوم 17 أيار. وقد تم احتلال البلدة القديمة والوصول إلى قبة الصّخرة المشرفة ورفع العلم الإسرائيلي فوقها صباح السّابع من حزيران لعام 1967، وقد كان هذا اليوم يصادف في السّنة العبرية اليوم الثامن والعشرين من الشّهر الثامن العبري، وبذلك تحتفل دولة الاحتلال بيوم القدس في مثل هذا التاريخ العبري من كلّ عام.

 

يُسمى هذا اليوم في التعبير الإسرائيلي بيوم “توحيد القدس”، على اعتبار أن القدس كانت مقسمة قبله، قسمها الشّرقي بيد الأردن، وقسمها الغربي بيد “إسرائيل”، وفي أحيان أخرى يسمى يوم “تحرير القدس”، على اعتبار أن الجزء الشّرقي كان بيد “الأعداء الأردنيين وتم تحريره منهم في ذلك اليوم”.

تم تحديد هذا اليوم بواسطة حكومة الاحتلال في العام 1968، وبذلك فهو يحتفل به سنوياً منذ 1968. وفي سبيل إعطاء الأمر “حقه”، إسرائيلياً، تمت مأسسة هذا اليوم كـ”عيد وطني” عن طريق سّن قانون “يوم القدس” في الكنيست الإسرائيلي في العام 1998.

يتضمن هذا اليوم، احتفالات إسرائيلية شعبية ورسمية، يشارك فيها بكثرة المستوطنين والمتدينين من ذوي التعليم الديني “القومي” وأصحاب التفكير الصهيوني الديني.

 

على الصعيد الرسمي، يجري احتفال في منطقة “تلة الذخيرة”، وهي تلة مقابلة للشيخ جراح في القدس كانت خنادق ومخازن للجيش الأردني قبيل احتلال عام 1967، وقد كان لهذه التلة دور مهم ومركزي في اجتياح شرقي القدس حينها. في هذا الحفل في العام 1995 جدد “اسحاق رابين” رئيس حكومة الاحتلال آنذاك “وفاءه للقدس الموحدة”، وجاء ذلك بعد توقيع تفاهمات أوسلو وتعرضه لانتقادات اسرائيلية داخلية تتهمه بأنه “سيفرط بشرقي القدس”.

12

 أما “شعبياً”، فيشارك آلاف المستوطنين وخاصة الفتية منهم فيما يسمى “رقصة الأعلام”، وهي مسيرة ضخمة يتخللها رقص يهودي على شكل دائرة

والتلويح بأعلام إسرائيلية، والغناء لـ”يروشلايم شل زهاف” – قدس الذهب، ويتخللها كذلك شعارات مسيئة للعرب والنبي محمد عليه الصلاة والسّلام. تخرج المسيرة من منطقة “حديقة الاستقلال” المقامة على أراضي مقبرة مأمن الله غربي المدينة، وتخرج كذلك من حديقة “ساكر” القريبة من مستعمرة “رحافيا”، لتصل كل هذه المجموعات إلى شارع يافا ومن ثم باب الجديد إلى باب العامود، ومنه إلى حائط البراق حيث تختتم.

في اليوم الذي يلي “يوم القدس” يتم توزيع جوائز موسكوفيش للصهيونية في مستوطنة “عير دافيد” المقامة على أراضي سلوان جنوبي الأقصى. هذه الجوائز أسست على يد “ايرفينغ موسكوفيتش وزوجته” وهو أحد الصهاينة الأمريكان الداعمين بشدة لبناء المستوطنات شرقي القدس ويساهم في تبرعات مادية ضخمة للجمعيات الاستيطانية. تعطي هذه الجوائز بقيمة 100 الف دولار لشخصين يساهمان في “تحقيق الصهيونية وابتكار افكار جديدة لمجابهة التحديات التي تقف أمام الصهيونية في إسرائيل”. توزع هذه الجوائز منذ 2008.

في نفس اليوم هناك تأبين ليهود الفلاشا الذي ماتوا في طريقهم إلى فلسطين المحتلة. صدر القرار بهذا التأبين من حكومة اريئيل شارون في العام 2004، واختير يوم القدس لذلك على اعتبار أن شعار هؤلاء الفلاشا في هجرتهم الاستيطانية لفلسطين كان متعلقاً بالوصول إلى القدس

تشهد مدينة القدس المحتلة خلال هذا اليوم تجمعات كبيرة للمستوطنين حاملين الأعلام وهاتفين في حلقات استفزازية راقصة “شعب إسرائيل حيّ”، وتنظم المدارس الإسرائيلية والتجمعات الشبابية فعاليات ورحل إلى القدس لتعزيز “الشعور الصهيوني بها”. كما تتجول مجموعات متفرقة من جيش الاحتلال في القدس ضمن جولات تعريفية. ويتخلل هذا اليوم مواجهات مع الفلسطينيين بالأخص في منطقة باب العامود. كما يتعمد المستوطنون السّب على النبي محمد وعلى الإسلام وفي مواقع كثيرة يضحكون ويهللون لقيام شرطة الاحتلال باعتقال شبان  فلسطينيين.

تعلن شرطة الاحتلال في هذا اليوم لتجار البلدة القديمة أنه “من الأفضل لهم اغلاق محلاتهم عند الساعة الخامسة عصراً” وتظهر الأمر وكانه اختياري، ولكن التجار في نهاية المطاف يجبرون على الاغلاق حتى يتفادوا اعتداءات المستوطنين وتخريبهم.

فيديو صوّر في “يوم القدس” 2012، يظهر استفزاز المستوطنيين للفلسطينيين

فيديو من يوم القدس عام 2013 – حيث استطاع الشبان الفلسطينيون الوصول إلى ساحة باب العامود والهتاف فيها

فيديو من عام 2014 – يوم القدس – مسيرة المستوطنين من منطقة شارع يافا وصولاً إلى باب العامود

 مقال كتبته في “يوم القدس” لعام 2014 هنا

لقراء اللغة العبرية:

– قانون “يوم القدس” في الكنيست، الذي سن عام 98
http://www.knesset.gov.il/laws/special/heb/jerusalem_day_law.htm

– عن القرار الحكومي بتحديد يوم القدس كيوم لتذكر وتأبين يهود الفلاشا الذين ماتوا في طريقهم لفلسطين المحتلة
http://www.pmo.gov.il/Secretary/GovDecisions/2004/Pages/des1425.aspx

أضف تعليق